زهران - (يبقى وحده) أين أنت يا وردان لتعرف قيمة الشعر والكلام (تدخل جنية تدور حول زهران. تقف أمامه بعدما يدور ربع دورة. يقفان لحظة وجها لوجه، ينظر في عينيها وتنظر في عينيه. تأخذ يديه المقيدتين. تترك يديه وتذهب إلى الكرسي وتجلس. يعود الجلاد حاملا مشنقة يضعها في الخلف غير بعيد من جنية).
الجلاد - (يعود إلى زهران ويقوده إلى المشنقة) لقد حان الوقت ليصمت شعرك (يضع الحبل حول عنق زهران) الوداع يا شاعر!
زهران - أموت نعم.. لكن لن يموت كلامي، ولن يموت شعبي.
الجلاد - سنرى ماذا سيبقى منك (يجر الحبل)
زهران - سأموت.. (مبحوحا) فلتعش صامدا يا وطني. وطني. وط.. آه
جنية - (تسقط من الكرسي على ركبتيها. تصرخ صرخة قوية. الجلاد لا يحس بوجودها) زهران. (باكية) زهران.. يا زهرة الدنيا والوطن.
الجلاد - (منصرفا إلى الخارج) انتهينا من هذا ومن مشاكله.
وردان - (يدخل. يقترب من زهران. يفك القيد عن يديه) قتلوك. لكن مازلت حيا في قلبي. ومازال الوطن حيا. (يدور في اتجاه الجمهور.. يتقدم ثلاث خطوات إلى الأمام) يا قومي قوموا.. وحاربوا.. لا تدعوا دمي ينام في جفون الأعداء. (يدور ويعود نحو زهران) أنت قلتها.. وأنا أرددها بعدك.. وسيرددها شعبنا والوطن.. فليحيى الوطن (يبدأ في الخروج. وبصوت عال) نموت ويبقى الوطن. (يخرج. بعد لحظة يسمع صوت انفجارين متتاليين. بعد لحظة أخرى يعود الجلاد).
الجلاد - (يعود من الكواليس. يقف وسط الخشبة) الملعون.. لقد دمر آبار البترول.. ودمر شبكة الكهرباء. لقد أحدث لنا أزمة اقتصادية. لكن لا ضير. سنحصل من دول أخرى على البترول.. سنحصل على الكهرباء.. سنحصل على الأموال.. فالكل يخافنا ويحترمنا (يقهقه) هاهاها.. يحترموننا.. هاهاها.. يحترموننا.. هاهاها.. وهو يقهقه يدخل وردان ببطء. يتجه نحو جنية التي تطيل النظر إلى زهران. يأخذها من يدها ويتجهان نحو زهران، ويزيحان عنه المشنقة. يستفيق زهران. يتجهون ثلاثتهم بخطوة واحدة نحو الجلاد، وأيديهم ممدودة ومفتوحة، مستعدون لخنقه)
وردان وزهران وجنية- (بصوت واحد) نعود والموت لا يعود (يفاجأ الجلاد ويدور نحوهم. يقتربون منه، وأيديهم ممدودة دائما) نفدي الأرض بالقلب والجيد (ينقضون عليه فيهوي على ركبتيه فيخنقونه) يقتل القتلى قاتلهم.. يقتل المظلومون ظالمهم.. يقتل القتلى قاتلهم.. يقتل المظلومون ظالمهم...
(ينزل الستار)